ملخص المقال
أزمة الرسوم المسيئة للرسول .. كيف بدأت؟ نتناول في هذا المقال بداية أزمة الرسوم المسيئة للرسول الكريم، فكيف بدأت أزمة الرسوم المسيئة للرسول الكريم؟
بدأت القصة عندما أراد مؤلف كتب أطفال دانمركي أن يضع على غلاف كتابه صورة للرسول -صلى الله عليه وسلم- ورفض رسام الكاريكاتير المكلف بإعداد الغلاف رسم هذه الصورة، فقرر المؤلف إقامة مسابقة لرسم الرسول، حيث تقدم لها (12) رسام كاريكاتير أرسلوا (12) صورة مسيئة لرسولنا الكريم.
ولم تفوّت صحيفة (بيو لاندز بوستن) اليمينية المتطرفة والتابعة للحزب الحاكم هذه الفرصة، فنشرت 12 كاريكاتير، تصور رسول الله، وهو يلبس عمامة مليئة بالقنابل والصواريخ، وتصوره وهو يصلى في أوضاع مهينه للغاية، لقد تم النشر على مدار عدة أسابيع، وبمعرفة وموافقة، بل وتأييد من الحكومة، وتفاعل الرأي العام الدانمركي معها، وذلك استهانة بمشاعر أكثر من مليار و(300) مليون مسلم، وبالرغم من أن مسلمي الدانمارك والبالغ عددهم (200) ألف، (الإسلام هو الديانة الثانية في الدانمارك بعد المسيحية البروتستانتية) حاولوا الاحتجاج على القرار، وذلك عن طريق رفع مذكرة إلى الحكومة الدانماركية، إلا أن الجواب كان هو الرفض، وإصرار الحكومة على دعم حملة الهجوم تحت مسمى "حرية التعبير".
لقد كان الموقف الحكومي الدانماركي أكثر شراسة برفض المدعي العام تلبية طلب الجالية الإسلامية برفع دعوى قضائية ضد الصحيفة بتهمة انتهاك مشاعر أكثر من مليار مسلم في العالم، وقال المدعي العام الدنماركي: إن القانون الذي يُستخدم لتوجيه تهم بسبب انتهاك حرمة الأديان لا يمكن استخدامه ضد الصحيفة.
إن حالة العداء للإسلام والمسلمين في الدانمرك تجاوزت كل الخطوط؛ فهناك تعبئة عامة ضد الإسلام، على كافة المستويات بدءاً من التصريح الذي نقل على لسان ملكة الدانمارك (مارجريت الثانية) والذي قالت فيه: "إن الإسلام يمثل تهديداً على المستويين العالمي والمحلي"، وحثت حكومتها إلى "عدم إظهار التسامح تجاه الأقلية المسلمة"، انتهاءً بمواقع الإنترنت التي يطلقها دانمركيون أفراداً ومؤسسات خاصة ، تحذر من السائقين المسلمين، لأنهم "إرهابيون وقتلة" مروراً بالحملة العامة في الصحف ومحطة التلفاز العامة التي أعلنت الحرب ضد الإسلام والمسلمين.
وأرسلت الجالية بعثة إسلامية للقيام بجولة في العالم العربي للتضامن معهم عن طريق فرض حصار اقتصادي، بمقاطعة كل المنتجات الدانمركية ومنع استيرادها؛ وعلي الفور استجابت الشعوب الإسلامية لدعوات المقاطعة وخرجت المظاهرات مطالبة بالاعتذار الرسمي، وتطورت قضية الرسوم لتثير تساؤلات عدة حول حرية التعبير واحترام الأخر وكيف ينظر الغرب للإسلام و المسلمين، والطريقة المثلى للتعامل مع الغرب وتعريفه بالإسلام إن كان يجهل الكثير منهم الدين الإسلامي وحقيقته، ودور الجاليات الإسلامية في تحسين أو تشويه صورة الإسلام في العالم الغربي، وهل هذه هي الإساءة الأولي أم أنه مسلسل من الإساءات، وعلي كل هذه الأسئلة وأكثر نحاول الإجابة في هذا الملف.
التعليقات
إرسال تعليقك